كيوبيد هذا ما يسميني به اصدقائي ، ذلك لاني قصيرة وممتلئة قليلاً، ولاني اكتب رسائل للعشاق، و اصمم بطاقات الفلنتاين، هكذا اكسب رزقي، سافر
ابي وامي الى بلد غني ،يعملان طوال النهار لنعيش بشكل لائق،ونتعلم بمدارس فاخرة، انا
الآن اعمل في اشهر شركة عالمية لتصميم بطاقات الحب، بدأت أهتمامي بكتابة الاشعار في
الجامعة، لشخص لا يعرف ولن يعرف مدى اهتمامي به، كنت اغزل حوله طريقي ، كانت صورهِ
تملأ الجدران في انتخابات الطلاب، أشعر انه ينظر الي، يحيط بي اين ما ذهبت، و وزع صوره
كخلفية هواتفنا ، فهو رئيس فريق التمثيل، والرياضة، والاعلام، واخيراً وبمساعدتنا كان
رئيساً لاتحاد الطلاب، اتذكر كم تعبت وسهرت اياما لم اغادر غرفتي كي اطبع له مناشير
الاعلانات بإسلوب يجعله منقذ الكرة الارضية من الدمار،وهو في الحقيقة شاب تافه، على
العموم ، كتبت له مرة رسالة حب، تقربت منه لاعطيه اياها، رأيته يبتسم لفتاة اخرى، من
اللواتي يعرضن اكتافهن من ذوات البناطيل الضيقة
! ذوات الشعر البنفسجي والشفاة المنفوخة، غمرتني رغبة بالبكاء، كلمت صديقتي عنه ، رأت
الرسالة فقالت:اعيريني اياها لاصارح بها فتاي، وحققت تلك الرسالة نجاحاً باهراً، ومن
فتاة لاخرى تناقلت الاخبار عن كيوبيد، عن فتاة تكتب الافكار بأسلوب مشوق، لهذا بعث
لي رئيس الاتحاد احد اصدقاءه ليكلمني عن الحملة الانتخابية والشعارات الرنانة التي
يريدها، كنت سعيدة جداً، وبعد فوزه سمح لي
بالاحتفال مع اصدقاءه، جلست بخجل وعيناي تحدقان به، ثم سألته كيف حال الاسرة؟ تظاهر
بأنه يكلم صديقه، استأذنت ورحلت، شكرني على
مجهودي، بعد ان مشيت مسافة عدت لاخذ شيئاً نسيته، سمعت صديقة له تسأله: لماذا لم تجيبها؟
فرد عليها بسخرية: ولماذا احدث تلك الحشرة عن اسرتي؟
هكذا كان يلقبني أمام اصحابه : كان يعرف اني احوم حوله ويلقبني بالحشرة ، تمالكت
نفسي وذهبت مسرعة للبيت ، رن الهاتف، احدى الفتيات تطلب رسالة عن الحب، رن مرة اخرى:
ثانية تطلب رسالة عن الم الفراق، رن مرة اخرى : ثالثة تطلب رسالة عن عدم الاهتمام.
وهنا انهرت، وبكيت كثيراً ، كنت استطيع ان
اجذبه كأي رجل، بأن اضع فيه ثغرة مرور وادخل لاغيره، لكني اريده هكذا، بغباءه المفرط
الذي منحه ذوقاً بالفتيات اللواتي يبحثن فيه عن زوج، عن شريك،بمشيته الملفوفة التي
لا تليق برجل غطت عليه عضلاته المفتولة، بكل عيوبه التي اراها الان، بكيت بحرقة، وجلست
ساعات طويلة في الظلام وحدي، شعرت إني تغيرت
فجأة..
وتخرجنا،لا اعرف اين ذهب، اظن ان والدته اختارت له عروس فهو اعلم بنفسه انه
يختار الاسوء، وما زلت اكتب لصديقاتي رسائلهن، بعضهم وفقن بالزواج، وكنت انال الهديا
بصورة دائمية وأحياناً فواتير الهاتف، أمر ممتع، تطلب بعض الرسائل ان التقي بالشخص
المطلوب واعرف عيبه، ثم اصنع ثغرة لتمر صديقتي الى قلبه، اتقمص شخصيتها فاكتب له، احبه
للحظات، وانساه، انسى بأستمرار كل التفاصيل، الا ذلك الحزن الدفين، انسى كل الاشخاص،
الا الشخص المطلوب!
بعد تخرجي عملت بكد عشر سنوات،كنت كيوبيد بمعنى الكلمة، املأ بطاقات الحب بكلمة
(اريدك، واحتاجك، واشتقت لك، ولم انساك وعبارات عشق) لم يكن لدي وقت فراغ لأنظر من
حولي، طلبت مني العديد من القنوات والراديو لقاءات بعد أن اشتهرت على مستوى واسع، رفضت
لاني خفت على علاقات الزواج التي تمت مساعدتي، كان لدي حب كبير اكتب به، حب كبير سمع
به كل العالم، تأثر به، الا الشخص المطلوب !
ثم انبهت بعد تلك السنوات، لم اجد زوجاً مناسباً، اما ان يكون اصغر بكثير، او
اكبر بكثير، او بعمري لكنه تزوج من فترة طويلة، ولا اهتم .يحسدنني رفيقاتي، فأنا املك
كل شئ، شقة فارهة على البحر، و اموال كثيرة في المصرف، املك كل الاساسيات و الكماليات،املك
كل شئ الا ..الشخص المطلوب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق