امس حاولت الانتحار و قد جهزت كل شئ، الا امراً واحداً اوقفني ! نسيت اني احتفظ بالاسئلة لامتحان اليوم في غرفتي ولم اسلمها بل سلمت ظرفا فيه اوراق بيضاء و بعض من نسخ قصصي القديمة !
موضوع الانتحار ليس بسبب مدرستي ولا علاقة لها به، ان اردت ان تحاسبني على احتفاظي بالاسئلة و (الكذبة ) التي كذبتها بشأن الظرف المستعار فسأقول لك السبب:
اني يا سيادة المشرف معلمة منذ اكثر من عشر سنوات، من عائلة كلها معلمين و معلمات يشار لها بالبنان في الاخلاص و الجدية، لا اذكر ان ابي اخذ اجازة او كذبت خالتي بشأن المرض او الظروف كما تعمل معلمات اليوم -حيث ان الاسباب ممكن ان تتحول الى امراض لا تخطر لك على بال-، اذكر ان خالتي التي درستني في صف الاول كانت تستحرم ان تجلس في الدرس و تكتب الخطة اليومية حتى اخر يوم لها في المدرسة ، ولم تأخذ اجازة ولادة لاولادها الخمسة سوى 40 يوماً ولم تحضر احد منهم ليلعب بكرات (ام الرياضة) كما ارى في مدرستي .
لنعد الى سبب الكذبة، بصراحة و اقولها لك لم اعد اثق بأحد! كل من حولي اصبح ملاكاً حارساً للاقارب و الجيران و بنت الغني و بنت القاضي و بنت الشهيد و بنت ال(مو شهيد) ، بمعنى اخر النجاح الان اصبح مثل البيوت التي بنيت بالتجاوز لا حلال ولا مقبول الا انها حقيقة تضع اصبع المخالف في عينك لو تكلمت
في فيلم الرجل الخفي قيلت حكمة رائعة وهي : " عندما يستطيع الانسان ان يعمل دون ان يراه احد سيظن انه اله "
و كلهم يظنون انهم من عائلة اوزريس التي تعيش في السماء لان لا حساب ولا عقاب ولا احد يستطيع ان يتكلم عن ما يجري في مدرستي. حتى انا لا استطيع ان اتكلم بعد ان شوهوا سمعتي بأني لا اجيد التدريس و نسبتي منخفضة ولا احد يحاسبني لاني مسنودة !
انا لا الوم صديقاتي فلهن اعذارهن، بعضهن يخافن من التفجير او الترهيب او الشكاوي، بعضهن هددها زوجها بالعقاب او الجلوس في البيت - كربة بيت - ان سمع عن مشكلة تصدر منها، وهي لم تصدق انه بدأ يبتسم يوم الراتب و كف عن شتم ابويها :)
هناك صف كامل من بنات المعلمات يرد لها الجواب الصحيح يومياً و ان لم تعرف الحل (المراقبة) سوف تأخذه لمكان يكتب به الحل الصحيح و يعاد الى التصحيح!
يضحكني - يا حضرة المشرف - الاشياء التي تتكلم عنها من مهنية و مصداقية و المعلمات التي كنت تجتمع بهن لم ينتبهن سوى على اناقتك و انك متزوج و لك طفلة في المدرسة!
ان كن لا يخافن من ملك الموت الذي يطوف فوق رؤوس العراقيين فلا تحلم ان يطعنك ، ولا تحلم ان تعدل المائل، ولا تحلم ان تنظف المدرسة من تلك النماذج لانك انت من سينقل و يعاقب وليس هن! منذ بداية العام الدراسي قررت ان استقيل، فمهنة الشرف الاولى لم تعد بذلك الشرف! لم نعد نخرج اطباء بل مرتشين، لم نعد نخرج امهات بل كائنات معدات ( للعلاقات) .
ان لم نلتزم بالقوانين خرجنا متخلفين، ان لم نلتزم بالاحترام المتبادل و الاخلاق خرجنا (بلطجية) ان لم نلتزم بالدين خرجنا ارهابيين !
لماذا لم اشتكي ان كنت ارى؟ انا ارى الاشد و الاعظم ! كيف اشتكي على من اكلت في بيتها؟ هي ممكن ان تفعل ذلك بي لمصلحتها لكن انا لا استطيع.
اصبحت اتفرج فقط على انتقام الله ، فواحدة مريضة بمرض قاتل لا علاج له، و معظم المعلمات انجبت اولاد (منغوليين) او فاشلين دراسياً!
اسفة سيدي المشرف ان هذه الرسالة لن تصلك باي حال من الاحوال ، الا اني اردت ان ابرئ ذمتي ، انا لست منهن ولن اصبح ان شاء الله حتى لو فصلت من العمل او نقلت بسبب عقوبة ، لان امي علمتني ان من يأكل الحرام عاهراً و ان كان قديساً.
انا لا افهم كيف لمربي ان يخون و يغش؟ كيف لوزير تعليم ان يشجع على احتقار المعلم النزية و تكريم الفاشل؟ على النجاح الغير مبرر بالخمس درجات و العشر درجات و الادوار الثلاثة التي لم اقرأ عنها في اي بلد عربي او غربي او حتى همجي!
لست ضد الطالب ، انا اريد جيل مثلي يعمل وهو مريض، اريد جندي يذهب للمعركة من اجل الوطن وليس من اجل الراتب، اريد طبيباً يؤلمه المرض قبل المريض ، اريد وزيراً يستقيل خجلاً من الشعب ان قصر في واجبه، لا اريد جيلاً من المتكاثرين لا نفع فيهم سوى ارقام في ورقة التعداد السكاني.
اعتذر لتضييع وقتك سيدي المشرف عد لمتابعة المسلسل التركي ، و اخبرني على اي قناة كي اتابع معك :)
موضوع الانتحار ليس بسبب مدرستي ولا علاقة لها به، ان اردت ان تحاسبني على احتفاظي بالاسئلة و (الكذبة ) التي كذبتها بشأن الظرف المستعار فسأقول لك السبب:
اني يا سيادة المشرف معلمة منذ اكثر من عشر سنوات، من عائلة كلها معلمين و معلمات يشار لها بالبنان في الاخلاص و الجدية، لا اذكر ان ابي اخذ اجازة او كذبت خالتي بشأن المرض او الظروف كما تعمل معلمات اليوم -حيث ان الاسباب ممكن ان تتحول الى امراض لا تخطر لك على بال-، اذكر ان خالتي التي درستني في صف الاول كانت تستحرم ان تجلس في الدرس و تكتب الخطة اليومية حتى اخر يوم لها في المدرسة ، ولم تأخذ اجازة ولادة لاولادها الخمسة سوى 40 يوماً ولم تحضر احد منهم ليلعب بكرات (ام الرياضة) كما ارى في مدرستي .
لنعد الى سبب الكذبة، بصراحة و اقولها لك لم اعد اثق بأحد! كل من حولي اصبح ملاكاً حارساً للاقارب و الجيران و بنت الغني و بنت القاضي و بنت الشهيد و بنت ال(مو شهيد) ، بمعنى اخر النجاح الان اصبح مثل البيوت التي بنيت بالتجاوز لا حلال ولا مقبول الا انها حقيقة تضع اصبع المخالف في عينك لو تكلمت
في فيلم الرجل الخفي قيلت حكمة رائعة وهي : " عندما يستطيع الانسان ان يعمل دون ان يراه احد سيظن انه اله "
و كلهم يظنون انهم من عائلة اوزريس التي تعيش في السماء لان لا حساب ولا عقاب ولا احد يستطيع ان يتكلم عن ما يجري في مدرستي. حتى انا لا استطيع ان اتكلم بعد ان شوهوا سمعتي بأني لا اجيد التدريس و نسبتي منخفضة ولا احد يحاسبني لاني مسنودة !
انا لا الوم صديقاتي فلهن اعذارهن، بعضهن يخافن من التفجير او الترهيب او الشكاوي، بعضهن هددها زوجها بالعقاب او الجلوس في البيت - كربة بيت - ان سمع عن مشكلة تصدر منها، وهي لم تصدق انه بدأ يبتسم يوم الراتب و كف عن شتم ابويها :)
هناك صف كامل من بنات المعلمات يرد لها الجواب الصحيح يومياً و ان لم تعرف الحل (المراقبة) سوف تأخذه لمكان يكتب به الحل الصحيح و يعاد الى التصحيح!
يضحكني - يا حضرة المشرف - الاشياء التي تتكلم عنها من مهنية و مصداقية و المعلمات التي كنت تجتمع بهن لم ينتبهن سوى على اناقتك و انك متزوج و لك طفلة في المدرسة!
ان كن لا يخافن من ملك الموت الذي يطوف فوق رؤوس العراقيين فلا تحلم ان يطعنك ، ولا تحلم ان تعدل المائل، ولا تحلم ان تنظف المدرسة من تلك النماذج لانك انت من سينقل و يعاقب وليس هن! منذ بداية العام الدراسي قررت ان استقيل، فمهنة الشرف الاولى لم تعد بذلك الشرف! لم نعد نخرج اطباء بل مرتشين، لم نعد نخرج امهات بل كائنات معدات ( للعلاقات) .
ان لم نلتزم بالقوانين خرجنا متخلفين، ان لم نلتزم بالاحترام المتبادل و الاخلاق خرجنا (بلطجية) ان لم نلتزم بالدين خرجنا ارهابيين !
لماذا لم اشتكي ان كنت ارى؟ انا ارى الاشد و الاعظم ! كيف اشتكي على من اكلت في بيتها؟ هي ممكن ان تفعل ذلك بي لمصلحتها لكن انا لا استطيع.
اصبحت اتفرج فقط على انتقام الله ، فواحدة مريضة بمرض قاتل لا علاج له، و معظم المعلمات انجبت اولاد (منغوليين) او فاشلين دراسياً!
اسفة سيدي المشرف ان هذه الرسالة لن تصلك باي حال من الاحوال ، الا اني اردت ان ابرئ ذمتي ، انا لست منهن ولن اصبح ان شاء الله حتى لو فصلت من العمل او نقلت بسبب عقوبة ، لان امي علمتني ان من يأكل الحرام عاهراً و ان كان قديساً.
انا لا افهم كيف لمربي ان يخون و يغش؟ كيف لوزير تعليم ان يشجع على احتقار المعلم النزية و تكريم الفاشل؟ على النجاح الغير مبرر بالخمس درجات و العشر درجات و الادوار الثلاثة التي لم اقرأ عنها في اي بلد عربي او غربي او حتى همجي!
لست ضد الطالب ، انا اريد جيل مثلي يعمل وهو مريض، اريد جندي يذهب للمعركة من اجل الوطن وليس من اجل الراتب، اريد طبيباً يؤلمه المرض قبل المريض ، اريد وزيراً يستقيل خجلاً من الشعب ان قصر في واجبه، لا اريد جيلاً من المتكاثرين لا نفع فيهم سوى ارقام في ورقة التعداد السكاني.
اعتذر لتضييع وقتك سيدي المشرف عد لمتابعة المسلسل التركي ، و اخبرني على اي قناة كي اتابع معك :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق