شريط المواضيع

29‏/10‏/2010

ترياق الحب



 ترياق الحب
 
فواصل متحركه
هذه مدينتي الملفعة باللون الاسود
حزنا على موتى الحروب  والاوبئة والضمائر..يقال انها هكذا بسبب لعنة اطلقها صاحب كرامات في عصور سابقة لقتلهم ابنه . انه مكان جيد لتجار الخمور والمخدرات واللصوص والقتلة لدرجة انك لاتشاهد اي وجه مريح او برئ..اعتقد اني اعتدت على هذا كما اعتدت سماع كلمات السخرية من ملابسي وشكلي الشاحب . انك تعيش هنا مئة عام وكانك نمت يوما او بعض يوم لا شئ جديد البته امس مثل اليوم مثل غد. شئ ما جعلني اتجه الى صاحب الصيدلية الجديدة
كل الفتيات والفتية يذهبون اليه مؤخرا.خمنت انه يصف وصفات حسن وصبا او خضاب شعر بطئ الزوال
لنجرب علنا نصلح بعض مما افسده الدهر.عل ذلك القلب ينبض مرة اخرى كما ولد اول مرة.
كان دكان معطر بارد ملئ  بالبضائع الملونة وشخص هناك غريب عن البلدة يرتدي قميصا ناصع البياض يبتسم دون اظهار اسنانه ..بعينين صغيرتين جدا ارهقهما سهرا وقراءة .يبدو شخصا عاديا لا خوف من التقرب اليه وسؤاله.
قلت:مرحباً اجاب اهلا بك سيدتي كيف اخدمك..اجبت لا اعلم ماذا لديك من ادوية تنقلني الى بلدة اخرى؟
اجاب:لا املك حاليا هذه الامكانات لكني استطيع ان احاول بان اغير لك نظرتك لمن حولك..
سالت كيف؟ _الم تسمعي عن الترياق الذي ابيعة؟ كل ما تحتاجيه ان تشعري بالحب .الحب من يجعل كل شئ  جميل يشعرك ان الحياة تستحق كل ما يبذل فيها .مع اني ارى انك جميلة ولا تحتاجين ترياقا بل ترياقا مضادا. انا: لست امرأة بهذا الكمال يا سيدي فانا اكره رائحة المطبخ كما يكره الناس رائحة الموتى ..اجاب اذا ساتعلم الطبخ كي ازيد من مؤهلاتي .. ضحكت باستهزاء اراهن انك تقول ذلك لكل فتاة تقابلك..ثم هل انت طبيب ام شاعر؟؟.هو :نعم يا ذكية اكتب شعرا احيانا انا:حقا؟؟قل لي بيتا من فضلك؟وهل الحب من يجعلك تكتب؟
هو: بل الهجر.. انما هوشعرا للكبار وليس لك يا طفلتي .
انه يراني طفلة ربما بسبب صوتي الطفولي فالشيب اغتال شعري  منذ فترة ودماءه البيضاء تناثرت هنا وهناك.
فسالته:.لماذا هل هو كلام بذئ؟ هو: كلا انه فقط مؤلم ..لكن المه لا يدوم طويلا انه لليلة واحدة فقط
انا _انت محظوظ يا سيد
اجل بالفعل لاني تعرفت بك  ولطالما كنت محظوظاً دائما لكن ما جعلك تقولين هذا
انا. اراهن ان الوحيد الذي لا يحتاج لهذا الترياق في البلدة هو انت
اجاب بالعكس انه بالنسبة لي لعنه ..انا بتعجب؟_حقا؟_ هو : اكيد.لاني كل ما احسست بانجذاب الى فتاة احسست انه مفعول الترياق.كنت احتاجه جدا في مراهقتي لكنك تعرفين دوما تحصلين على الاشياء بعد فوات الاوان ..عموما سيدتي ساعطيك رشة من هذا الترياق العجيب للتجربة وان اعجبك عودي هنا مرة اخرى لاعطيك  قنينة اخرى ..ولانك اسعدتي يومي سابيعك اياه بسعر مغري . وبعد ان لبس كمامة رش الطبيب علي عطرا رخيصا لم يعجبني حسنا.. شرٌ كان لابد منه  اجل بعد ان استنشقته أعجبني لكن لم اظهر له ذلك فانه اكيد مفعول الترياق الذي سيزول غدا.عند خروجي مررت لاشتري طعاما فاذا بالبائع اعد لي الطعام اول الواقفين مع اني في اخر الطابور وليس هذا فقط بل قابلني بابتسامه واعطاني ضعف الكمية. عدت لمنزل مبتهجة لم انم تلك الليلة كل ما يجول بخاطري الترياق وصاحب الترياق ..قلبي كان يخفق بقوة كنت اشعر برغبة ملحة في رؤيته ثانيةً ان ارسمه ان اكتب الشعر عنه ان اعترف بكل ما اشعر به انه اجمل ما يشعر به اي انسان . انه ليس طبيبا انه ساحر.ساحر بالشكل ساحر بالكلام بالفعل اصبحت اقدر كل يوم من عمري واخشى من تقدم السن بعد ان كنت انتظر نهايته فقط . لبست ملابس جديدة الكل لاحظ التغير وسمعت لاول مرة اطراءاً بذوقي وشكلي .الاشياء تسقط من يدي وتلعثمي في الكلام ونسياني المتكرر للاشياء رغما عني انا احب انا عاشقة
.انه الحب الذي كانت تفتقده مدينتي السوداء الحزينة. حتى الملابس التي يرتديها الناس الان  زهرية بلون الشغف وطموحة بلون البنفسج وحمراء بلون الحب.. تكاد رائحة الترياق تعطر الشوارع القديمة المتشققة ولكن لا احد يبالي انه الحب الذي يرفعنا فوق الغيوم يجعنا نطير باجنحه الملائكة لا اقدام البشر. بالحب ينتشر الخير والسلام لا بالسلاح والدماء ..ما هذا الهراء الذي اقوله؟؟انا وعائلتي نحارب من اول الخليقة وعلى اي سبب كان ..انه فقط تاثير الترياق الذي انتهى الان يجب ان اشتري منه ما يكفي عمري كله
وعزمت على اخراج كل مدخراتي فانا كل ما احتاج اليه ان اشعر بقلبي.. يومان من العشق خير من قرون من الوحدة والعزلة..وهممت الذهاب الى الصيدلية لاجده  ينتظرني كانه واثق من عودتي كما الذي قبلي..
انا:هيه انت يا حكيم اعطني كمية من ذلك العطر الرخيص.. نظر الي بارتباك وكاني قلت شيئا مستفزا
وما زال يوكد اني لا احتاج الى ترياق انها رشة واحدة مجانية .. لكني كنت مصرة : اعطني ما اطلب يا رجل فعيد العشاق قريب وانا اريد هديتي .ماذا لو رحلت؟ ماذا لو احتجته؟كان يقول لا تخافي يا سيدتي انا لن ارحل قبل ان اغير هذه البلدة باكملها حتى تعيش سيدتي في الفردوس حيث تعيش مع امثالها الملائكة..وان لا اقلق بموضوع الهدية فستصلني .واني يجب ان لا اكلم الغرباء هو فقط من اثق به واكلمه.انا :لماذا؟ اجابني بعدة  مواضيع متداخلة وانا محدودة الفهم وهو لامع الذكاء  مضيفاً ان موضوع الرحيل حاليا غير وارد ..ويجب علي اغادر بسرعة لان لديه قلب واحد ولا يريد ان يفقدة ..ظريف هو ..وسيم وذكي..وعجبا لماذا لا يتاثر بالترياق ويحبني؟؟اكاد افقد عقلي ؟؟
وبعد اصراري وعدني بان يحضر غدا وصفة خاصة مع هدية .. انه بصراحة ليس رجلا انه ادمان . لااشعر بالاستقرار الا برؤيته وعند كلامي معه اشعر ان قلبي يدق كجرس كنيسة .انظرلشعره الاكرد كما لو اني لم ار شعرا اكردا من قبل ..بل كاني لم ار رجل من قبل بابتسامته الفريدة التي يملؤها الغرور ..مغرور هو نعم وبثقة ويليق به الغرور ولمن اذا خلق الغرور اذا لم يكن له
وجاء الصباح بخبر صدمة.لقد اغلق الصيدلية معلقا ملحوظة على بابه الزجاجي
"هنيئا لمن وجد قلبه وعذرا لمن فقده فانا نجحت في صنع ترياقا للحب لكني فشلت في صنع ترياقا للاخلاص" 
..كنت اعتقد ان تجربتي مضمونة والوضع مسيطر عليه انما اكتشفت ان الرجل هو مادة غير مستقرة بالمرة
فما استطعت بالتفكير سوى ان سجلت ملحوظة تثير نقمته عله يرد عليها بشتيمة فاكرهه فيعود بعض رشدي الي
"كل ما يعرفة الرجل عن الرجولة هو الهرب .اجد اني الوحيدة التي تحزن عندما تتاكد من نظريتها"
وارسلتها من تحت عقب الباب كان شخصا يستحق المحاولة ..لماذا فعلت هذا ؟؟لا ادري سوى ان صراع في داخلي بين الجنون واللاشعور
لا اعلم كيف وصلت الى المنزل انما قدماي كانا ينشدا السرير .انتزاع الحلم مؤلم كالم الولادة .. اوجاعا. تتملكني ليس وجعا طبيعيا كان موتا بطيئا يجر روحي الى الخارج جرا.. لقد وعدني انه لن يرحل..لقد وعدني
قال لي مرة ان الم الهجر مؤلم لليلة فقط فلماذا تاخر النهار؟ ومتى تشرق الشمس؟
 لم اكن الوحيدة التي لم تستطع الخلود تلك الليلة هناك من ضرب نافذتي بشئ ..اذهب ايها الساهر فانا لا قدرة لي على فتح عيناي الورامتين كي لا تسقط دموعي اشفاقا على نفسي اذهب ونم انها ليلة واحدة فقط ..
وفي الصباح وجدت قرب النافذة علبة مربوطه بحجر ..داخلها رسالة كل ما فهمته منها ان الترياق كان مجرد عطر رخيص فعلا وانا الوحيدة من اكتشف ذلك ..وان ذلك الحكيم كان تاجرا اكثر منه مكتشفا ويوما ما سيفضح امره فكان لابد من الرحيل الى مدينة اخرى يبيع فيها الحب ترياقا ..وان السعي وراء الماديات افقد الناس مشاعرها  فاذا بغبائهم يفكرون انهم يستطيعون شراء الحب بالمال مع انه موجود في كل شخص لو بحث جدا في اعماق نفسه ..وانه خسر في صفقة لشراء العطور ففكر بهذه الفكرة انه ليس محتالا انه علم جديد انتشر في المدن الكبيرة يسمى بالعلاج النفسي وانا لم اكن احتاج غير رشة من العطر تعيد لي ثقتي بنفسي وهو يراهن اني لم اضع عطرا من قبل .ويراهن ايضا اني لم احمل يوما مرآة. وانه لم ير ملامحي ابدا بسبب ضعف بصره وقد اثرت اهتمامه بسبب صوتي البرئ.انه لامع اخبرتكم سابقا... ومع الرسالة علبة حمراء مخملية فيها عقدا يحمل قارورة صغيرة رائعة الجمال فيها ذلك العطر الرخيص
انه يهديني هدية عيد العشاق .. وكتب ملحوظة في الاسفل "ان احتجت يوما شخصا يشعرك بقيمتك الحقيقة  فاقصدي هذا العنوان ستجديه لن تجدي صعوبة في ذلك وستعرفيه من رائحة الترياق .. "
احزروا ماذا حصل؟؟انا اكتب لكم من هذا العنوان الذي اصبح منزلي فانا لم استطع العيش دون الحب وبائع ترياق الحب..
 

 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق