شريط المواضيع

5‏/6‏/2014

الفرنسية

خرج الشاعر العربي في اثر تلك المغنية الفرنسية من زقاق لزقاق يقتفي اثرها بين المعجبين و الحراس الشخصيين ، رأسه  يلاحق كعبها العالي و ثوبها الاسود الضيق المبالغ في القصر ،  رغم ان الشاعر بعين واحدة و الاخرى بيضاء أخفاها تحت نظارة سوداء، و بأسنان نصفها معدني ، الا ان محفظته المليئة بالنقود الخضراء اعطته الثقة الكبيرة لطلب مقابلة على انفراد بحجة انه يملك نصاً عربيا قابل للترجمة سيعجبها ، قبلت اللقاء به في احدى صالات العرض الفاخرة بعد ان دفع مبلغاً وقدره للقاءها ، جلسا معاً على طاولة بها كل انواع المسكرات ،ثم طلب منها الزواج ولو ليوم واحد و سيدفع اتعابها كاملة . لم تتملكه تلك الرغبة الشهوانية تجاه امرأة  منذ شاهد اول مرة وهو في التاسعة من عمره جسد بنت الجيران وقد التصق ثوبها على جسدها اليانع وهي تعوم في ترعة القرية . 
 امسكت المغنية  بسجارة ، بمشرب طويل ماسي و غرزتها في شفتيها الغضتين التي لونتهم للتو بالاحمر القاني، و أومأت له أن (اشعلها) .
اسرع بإخراج ولاعة ذهبية ليخبرها كم هو ثري .
اجابته: انتم العرب لا تلائمكم اساليبي في الحب . اترى ذلك الشاب؟
واشارت الى شاب مفتول العضلات يقف امام باب الصالة ، اردفت : انه ابن اثرى تاجر في باريس، يضع تحت امرتي سيارة فارهة و اتسوق كل يوم براتب وزير، ويقبل حذائي قبل ان يلبسني اياه ...ثم مالت بغنج و اقتربت من اذنه وبصوت منخفض : " انا اجلدهم واجعلهم يبكون كالاطفال ..هذه متعتي "
تعود ليتكأ ضهرها على الكرسي من جديد  ، ماذا تستطيع ان تقدم لي أكثر من هذا ؟
سكت قليلاً ثم قال : سـأجعلك تعيشين كسيدة حقيقية و لست كغانية ..

وضع يده على ساقها فصفعته بقوة و قالت : اعتبر ان هذه عربون مودة ، من احبهم اؤذيهم .
و ابتسمت وارتدت نظارتها السوداء  و غادرت مصدرةً ضوضاء بصوت كعبها ، وهذه المرة لم يلحق بها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق