شريط المواضيع

29‏/10‏/2010

النائم الجزء الاول


النائم

Snoring information (A sleeping man)
حملت اوراق الرسم وقلم الفحم ذاهبة الى معرضها ورسومها الفاشل دائما. ما يبقيها ترسم عنادها وبعض من انواع الجنون الي اتسم به القرن الواحد والعشرين.تقترب من مستشفى الامراض النفسيه لتسلم على زوجة اخيها الممرضه هناك..التي لم تراها من مده مرت قرب غرفه يستلقي فيها شاب في بدايات العشرين نائم في سلام وحزن ملابسه واسعة عليه كثيرا يبدو انه فقد كثيرا من وزنه .الممرضة تضع فيه إبرة المياه المغذية فاذا هي تخطئ والدماء تتسرب من شراين الشاب كصنبور المياه الذي يداعب طفل عابث  يشعر بالحر تركض لكي تمسك بالشريان مع الممرضه فاذا الدماء تغطي ملابسها فتصرخ صرخه قويه احست ان الشاب قد اصيب بالصمم بعدها استطاعت الممرضه تدارك الموقف واعطتها قميصا للمريض بدل قميصها الذي تغير لونه الى قرمزي تسئل الممرضه :ده لو كان ميت كان صحي من صرختي هوا مالو؟ الممرضه:هوا فعلا ميت حالتو اسمها  الموت السريري الشاب ده نام من سنتين وماصحيش ومحدش عرف السبب .. تمشي ايناس في الممر الطويل وهي تفكر في امر ذلك الشاب وقميصه على كتفيها تشعر بالقرف فهي تكره احد ان يلمسها فما بالك بشخص يضع يديه عى كتفيها؟ لم تنم كل الليل وذلك القميص معلق امامها  تشعر ان رجل غريب معها لم تصدق ان النهار اشرق ترتدي ملابسها المعتاده والتي تشبه الى حد كبير ملابس الشباب عدا اتجاه الازرار. جنون القرن الواحد والعشرين وما ادراك ما جنونه؟ تضع ايشارب بسيط على شعرها المهمل تحاول ان تعيد القميص لغرفة ذلك الشاب فمنعوها من الدخول اليوم ليس يوم زياره .ماذا تفعل ترميه في سلة المهملات؟ تفاجها زوجة اخيها وتسئلها عن موضوع قدومها .تروي ايناس القصه فتساعدها لينا بان تدل على بيت الشاب هو قريب جدا
تطرق ايناس الباب بكل خجل.تقول لنفسها والله انا تجننت رسمي
تفتح الباب امرأه عجوز لا تكاد ترى من عينها المتعبتين من كثرة السهر او التعب وربما؛
 البكاء
تستئذن بالدخول وتشرح القصه مره ثالثه لكن بملل كم تكره تكرار الكلام..تحتضن الام القميص وتبدأ بالبكاء
ايناس :ياربي ايه الي جابني هنا هوا انا ناقصه؟
تقول الام :شوفي يابنتي اوضتو ..شوفي كان شاطر ازاي في الرسم ..كل حاجه زي ماهيا حته الكومبيوتر بتاعو والنت الي بيحبو
سمعت ايناس الكلمه السريه النت فهي مدمنه نت
تحاول تشغيل الجهاز تسجل اميل ابراهيم على ورقه صغيره..تفتح الفايلات هناك قصص ايضا
لا وقت تريد المغادره..فتبعث كل الصور والملفات الى جهازها بالاميل
جاء الليل موعد الكومبيوتر تتفرج على صوره هذه في اسكندريه كم هو سعيد..هذه في الكليه هذه في غرفته هذا صديقه المقرب..والله صديقو ده مش بطال احله منو..القصص روائيه فكاهية فيها فكره سياسية طريفه ونقد ضحكت كثيرا على نكته وثم ماهذه القصه ؟ذكرياتي؟
تقرا القصه ودموعها بتدا بالنزول لاتعرف لماذا
احب فتاة ثم ماتت بحادث سيارة ولا يريد اخبار احد بذلك كي لا يحزن او يغتم تقفل القصه الحزينه قائلة لنفسها :وانا احزن ليه هوا من بقيت اهلي؟
صباح اخر تحمل اللوحات والالوان ووالدتها تنشد لها نشيد كل يوم :لو كنتي شايله ابنك دلوقت مش احسن من الخشب الي مدحكه علينا الناس بيه..
تقبل والدتها وتجيبها وانا كمان بحبك يا ماما باي..تنزل على السلم وتزفر بشده :هوا فينو جوزك انتي مش رماكي اول ماعجزتي؟ سلامات يا جوز..
في منتصف الطريق وجدت رجليها تتجه الى المستشفى لتاخذ اذن برسم النائم ..الطبيب وافق على ان لايتجاوز ساعتين باليوم..تجيب هوا انا حرسم المونليزا اكيد حشخبطو أي كلام
هذه المره اختلفت هي لا تستطيع سوى رسم ادق تفاصيل وجهه..تتفنن بالحاجبين  ذقنه الذي يشبة ذقن مايكل دوجلاص..تشعر بالحر وتحاول فك الايشارب لكنها تحس بالخجل
فشعرها غير مرتب.ماذا لو افاق.. انتي مجنونه يا ايناس حيفوق ايه بس
تشعر برغبه في الغناء صوتها الذي لايعجب احد سواها وتصر على ان تغني.تلاحظ شئ
ملامح المريض تغيرت
تقترب من وجهه لعله زاوية دخول الضوء
تحرك وجهه يمينا يسارا فتجد انها تمسك وجهه فتصعق وترجع الى الوراء
هوا يعني يحس بحاجه
بس حتسمع غصب عنك الاغنيه دي.ملامحه تتغير والله اتغيرت انا متاكده
الطبيب: مستحيل لو كان في امل كان صحي من سنتين احنا مستنين بس قلبو يوقف علشان نفرغ الاوضه
ايناس تتمتم الهي يفرغو مكتبك يا وحش انا عارفه ان ربنا مش بيخلق الواحد وحش من فراغ.كوبه
 
صباح اخر لكن مختلف.لاول مره من سنين هي تراقب بشرتها وملامحها.كبرتي يابت ؟ معلش الانتيكه برضو ليها زبونها وتضحك ضحكه خفيه. ترتدي ملابس انيقه و ترتب شعرها باهتمام
تنزل الى الشارع شاب في اول اطريق يعاكس..
-         هيا الناس لسه بتعمل الحجات دي؟؟. تركض عابرة الشارع وتصل الى المستشفى وقد حفظت تقريبا نص العاملين
-         صباح الخير هيما(اسم المريض)..شفت بقه واحد عاكسني الصبح؟ يلا بقه اصحه علشان تضربو بايدك  الكبيره دي تلزقو في الحيط.المريض يبتسم قليلا
-         يابني ماترسالك على بر كل يوم بشكل عاوزه اخلص خلصني
-         اسبوعين من الشغل المنهك واغاني وكليبات العربيه كلها تغنيها ايناس بطرب
-         خلصت اللوحه والمعرض بعد بكره
ترجع كل يوم لتقرا القصص..تنتبه لشئ معين اخر سطر في قصة ذكرياتي الحبيبه بتموت والحبيب بيسئل نفسو اعيش علشان مين ؟ومات جنبها
-         انا ليه مانتبهتش لده..ماشي يا هيما كده تستهبلني المده دي والله لنا مورياك
ذهبت في الصباح ترفع يدها تسلم على كل العاملين وهذه المره من غير ادوات الرسم
تمشي بهدوء في الممر يداها في جيوبها تطرق الباب ودخل
صباح الخير هيما: عامل ايه النهارده؟ تجلس برقه قربه
وشك منور النهارده انته بتحلو يا واد ولا ايه؟
انا اسفه يا هيما اني قريت كل حاجه انته كاتبها بس مش عارفه عملت كده ليه؟
شوف يابني انا مش حتفلسف واقولك كلام مش عارفه معنى نصو بس انته لازم تفتح بقه طولت في النومه انته بتنام اكتر مني .مامتك ست طيبه اوي وانته واحشه خالص.دموع تنزل من عيني الشاب النائم وكان دعوات والدته هي من يربطه بهذه الحياة
-         شفت بقه؟لو كل دكاتره العالم قالولي انك ميت انا متاكده انك بتسمعني ماتفتح بقه ؟ ولا مش عاوز تشوفني؟مش عاوز تشوف العندليب الي بيغنيلك كل يوم.خلاص مادمعش حعيط انا كمان.يووووووووه رجعتني عشر سنين ربنا يسامحك
مش عاوز تشوف لوحتك؟طيب والمعرض بتاعي لو فشلك في مين حيواسيني
هيما لو مافتحتش انا حمشي ومش حتشوفني تاني..طيييييييب سلام نهائي
تخرج تغلق الباب خلفها.طبعا مش حيصدقك لانو عارفك حتيجي بكره.حته مشهد صغير مش عارفه تمثليه يا فاشله
المعرض لا يحتوي على كثير من الناس اكثرهم معارف ومشجعون لكن المعرض فارغ جدا
حتى لو ملئ من غير صاحب الصورة التي كل الناس تسئل عن صاحبها وتقدم اشخاص يتنافسون لشرائها
تجيب: الصورة مش للبيع الصوره لسه ماكمتش
تركض ذاهبة اليه تفتح الباب بقوه حتى احست انه تفاجاء وارتعب
-         لو كنت عاوز الناس تصقفلك مافيش حد حيجي.قوم بقه خلاص. يتعالى صوتها وتتجمع الممرضات تحاول احداهن الدخول تمنعها لينا وتبرر :لو في حد حيفوق الولد ده تبقه البنت دي .دي راسه انشف من الحجر
الكل سمع هذه الكلمه: انا بحبك عيش علشاني بقه افهم انا....وتجهش بالبكاء وتخرج
تحاول الممرضات التظاهر بعدم سماع شئ
لكنها لم تنتبه فعقلها في مكان اخر
تصل الى نصف الممر ناسية الدموع التي جفت من سرعة الانطلاق
ترجع لتفتح الباب ببطئ لتشاهد ان راسه قد اتجه ناحية الباب
وكانه حاول مناداتها لكنه اضاع الطريق
تاتي قربه تمسك احدى يديه بقوه.:بص انا مش حسيبك لحد ماتقرف مني وتفوق وتطردني
تظهر بوادر ابتسامه على وجهه البدري
سمعت اخر نكته يا صعيدي؟ بيقلك في واحد صعيدي مره.................
النهايه
 
 
 
 

هناك تعليق واحد:

  1. ايدة ايناس راسها يابس هع
    بس ياليلت نحي فقد الحبيب مو نطبطب على الجرح
    ونسكت
    شكرا على القصة استمعت كثير
    ارق التحايا
    ياسمينه

    ردحذف