طرائف القدر

كنت فتاة مدللة جداً و مطيعة جداً  جداً لم اضرب – كثيراً- انما المرة التي ضلت تؤلمني نفسياً كنت في ال13 من عمري وذهبت الى خطوبة واحدة من اقاربي التي يضرب بها المثل في الاناقة والجمال ، كنت افتح فاهي  وانا اتفرج على شكلها وعينيها و حاجياتها وملابسها واكسسواراتها العجيبة والرائعة الجمال والغالية.. واجهت هذه العروس مشكلة – تواجهني كثيراً حالياً- ماذا ترتدي من اطنان الملابس التي تشتريها ؟

كانت ترتدي فستانا وردياً و باقي الاكسسوار والحذاء و(الميك اب) كله وردي وتعود لتغسل وجهها لتغير الفستان الى بنفسجي وباقي الاشياء باللون ذاته ثم تعود لتغسل وجهها وهكذا كل الظهيرة الى ان وصل اهل العريس كنت اتردي فستاني – الوحيد- الابيض وكان هدية منها فوضعت في راسي طوق ابيض تملكه دون ان اخبرها فلم اشعر غير بانها تسحبه من شعري وآلمتني لدرجة اني بكيت مؤنبة وصارخة قائلة:" انها بحثت عنه طويلاً "مع انه كان عادياً جداً ولا يصلح لمناسبة و نهاية تلك الاختيارات بعثتني لصديقتها فاستلفت فستانا قد اهدته لصديقتها مازال جديداً.

اعتذر عن ما سبق من لغو انما لتكمل في مخيلتكم الصورة وانا الان بعد اكثر من عشرون سنة لا استطيع ان اشعر بالغضب منها بالعكس انا الوم نفسي لاني جعلتها تتعصب في مثل هذا اليوم

ولاني ذات مسيرة زاخرة وحافلة في صراع مع الصداع فأصبحت مرجع طبي لمثل هذا الالم قلما يتبع المريض إرشاداتي لاني جربت كل الادوية وقطعت اغلب الاطعمة ما اشك انها تسبب لي الالم حتى كدت اموت جوعاً دون جدوى الا ان اصبحت لا ابالي ولا اغضب ولا افكر كثيراً واعقد الامور ولا اؤمن بالزواج المبكر ولا المتوسط ولا المتأخر ، اعطي و أكافي نفسي كطفل صغير وامنعها  واقنعها .

و في هذه الايام دعتني قريبتي لانها مريضة جداً ولانها تعلم جيداً مسيرتي مع الصداع فذهبت لزيارتها عندما دخلت غرفة نومها ابتسمت فكل ما في غرفتها كان هدية مني كل ما كانت ترتديه كنت انا من اشتريتها لانها تزوجت من شرطي حراسة يطبق عليها كل ما تعلم من قوانين أمن!

كانت قريبتي لا تشعر بالراحة الا لو عصرت لها رأسها وآلمتها وسحبتها من شعرها ، كانت تكلمني في الهاتف فاركب ثلاث سيارات لاصل بيتها في ساعة ونصف فأجدها في حالة مزرية من الالم فتطلب مني ان اخلصها من ألمها اشفيها وتقول لي: ارجوك ( كفشيني)!!..