شريط المواضيع

26‏/3‏/2012

زوجة ثانية



تخيل لو يوجد مكان كله عباقرة ! لا يوجد حل الا ويجدون فيه مشكلة ولا توجد مشكلة الا ويجدون لها حلاً هذا
هو مكان عملهما ..المدير ..و سما احد ابرز اعضائها..في اهم وزارة في البلاد
عندما تاتي هذه المجموعة الى أي مكان ينسحب الباقون او  يرتعدون ..يكفي شرارة الذكاء التي تخرج من عين المدير . كلهم ذوي عيون مميزة ولامعة وواسعة
وباختصار لقد قابل سما في احد الاجتماعات حيث قدمت حضرتها بحثاً او مقالاً اعجبَ به(هذا ما كانت تظنه اولاً ثم اعترف ان السر عيناها وطبعا ..فاغبى الفتيات هي من تظن ان الرجل يعجب بشخصيتها وذكائها) لسنا في حزب المضربات الان لنعد الى القصة ..
 كانا المميزان في هذا الاجتماع: هو الوحيد الذي يرتدي خاتم زواج وهوشئ غريب  لان هذه العادة انتهت منذ فترة (معناه ان الزوجة الاولى ما زالت تتربع على عرش انفاسه _هكذا كانت تقول سما بينها وبين نفسها، ثم اخذت تتمتم: لماذا يارب اصل دوما للرجل المناسب متأخرة؟ ثم تضع الاوراق والملفات على الطاولة بقوة وتسحب اكمام سترتها الراقية والانيقة والغالية بغضب  حتى تكاد تقطعها وتسحب باقي الجاكت الى الاسفل فتترتب كأنها خيطت عليها_) .. اماميزتها فهي انها الوحيدة التي تملك شعراً اسوداً غير مصبوغ
هي لا تعرف لماذا كلما راته تبتسم طوال النهار لم تكن هكذا من قبل فقط لأنه ابتدأ بالاهتمام بها بشكل ملفت للنظر واعجبها الامر ..لماذا لم تتزوج للان؟ الكل يسأل وتجيب: كنت ابني نفسي لأصل إلى ما أنا عليه
كلاهما يعمل في نفس البناية بينهما جداراً بارداً جداً وليس له (الف مليون لازمة) في احد الاجتماعات الرابحة كالعادة  تصورا عمداً قرب بعضهما واحتفظ الاثنان بعدد المجلة التي فيها الصورة كانت  تتفرج عليها في وقت الضغط النفسي والشد العصبي وتبتسم كثيراً وكأنها حققت كل ما تصبو اليه لتصل الى عقل وقلب ذلك العملاق المشهور  ثم تضعها بين الاوراق وتطبطب قليلاً بالطول  ثم قليلاً بالعرض فتستوي كل الاورق وتختفي بينها المجلة وصاحبها وتقول لنفسها :لنعد الى العمل
كان يقول لها احيانا نكمل العمل الفلاني في بيتنا.. فتتسائل:أي بيت ، بيتي ام بيتك؟
فيجيب :بيتنا انا وانت...المدير استعجل قليلا في طلب المودة من الموظفة الجديدة فقوبل بالرفض
لكنه لم يستسلم ، هذه ميزته التي نقلته الى الكرسي الاسود الوثير ذو العجلات الثلاث ..ولنقفز على الاحداث المعتادة لرفض الفتاة في اول الامر لانه شخص متزوج ولديه اطفال وفارق العمر و...الى اخره وكقصص المسلسلات المدبلجة التي تجلس 200 حلقة في نفس الحوار : انا احبك نعم ولكن ما الحل؟
اوصلك للاخر واوفر عليك وقتا لتقرا شيئأ اخر ربما هذه الليلة....
ناداها :سما...قالت نعم؟
هو:هل من الممكن ان تلحقي بي الى غرفة التخطيط؟
فتبعته ودخلت لتجد السبورة كتب عليها" انا احبك فتعالي نخطط كيف نتزوج؟
قال لها: نحن نحل مشاكل 50 مليون مواطن كل يوم..الا نجد حلاً لمشكلتنا؟ تنهدت سما بعمق ثم وافقته فلم ولن تجد شخصا يحبها بهذه الطريقة.. ويتجهان بجدية ليعملا خططاً محكمة مع جميع الخطط البديلة (أ و ب و ج) وهناك دال ذات التدخل السريع
وامتلأت السبورة بالاسهم وقصاصات الورق كما في لوحة بيل جيتس وهو ينشئ شركة مايكروسوفت  حلولا لاقناع اهلها وحلولاً للاجابة على الحشريين وحلولاً اخرى لزوجته وكيفية اخبارها ومن ثم عن المستقبل والسكن ونوعية التعامل والعلاقة المؤقتة وكل شئ ..الامر الصعب ان الاعداء هذه المرة هم اقرب واحب الناس اليهم فالتخطيط يقتضي توجيه ضربة باقل ألم ممكن ..شئ لم يعتادا عليه
الاثنان خرج بملف كبير وتصافحاً بفخر كما يتصافحان عن انتهاء أي صفقة بنجاح ومكسب مخطط له
ساقفز ايضا فوق خطط اقناع اهلها ذات الفترة العصيبة لانها ولاول مرة تضطر للمبيت مع العدو الخاسر في صفقتها بنفس البيت، الموضوع اصعب مما توقعت.. ونمرر الضوء على كيفية اقناع زوجته،كانت الخطة تقتضي ان تصادق زوجته اولاً..عندما رات سما الزوجة الاولى اول مرة تراجعت عن قرارها وقالت للمدير: استاذ انا اتراجع ..انها تبدو .. لا اعرف انا ابدو بجانبها كمصاصة دماء!.
امسك بيدها فشعرت انه مرر اليها بعض قوته ثم قال :قال لها كفى ..لا احب كلمة استاذ منك متى تناديني باسمي؟
قالت له لا استطيع فحتى لو ...حدث ماحدث ساناديك استاذ
قال: ولماذا؟ هل سنتزوج في دائرة رسمية ؟ ..وجرى تنفيذ الخطط مع البدائل في اغلب الاحيان ..ولا اصف لكم كيف تصاحبت سما مع الزوجة الاولى لتكتشف ان اعز صديقاتها هي الزوجة المقبلة .. يكفي ان تتخيلوا دور امينة رزق في فيلم (اريد حلاً)
ثم تأكد ان سيناريو الحب والزواج الذي جرى بينهما هو نفس السيناريو في باقي القصص
فقط احببت ان اركز على المشهد الاخير لتذهب لعمل ما تريد ان تعمل
كانت سما تجلس في احدى المقاهي الراقية جداً تحتسي فنجان قهوةً او ربما شاياً ،هو شئ يتصاعد  منه البخار ..فيسألها النادل الفضولي  هل تأخر زوجك؟
فقالت كلا .. لا انتظره، انه مع زوجته الثانية
فقال بجرأة اكبر:لن اترك زوجة مثلك لوحدها حتى لو امتلك جيش من الزوجات
فنظرت اليه بحنق : هل تسمح لي بارتشاف كوبي قبل ان يبرد ؟(لاحظوا انها لم تكشف ايضا عما تشربه الظاهر انه سر عسكري )
فذهب النادل بعد ان احمر وجهه الظاهر ان فيه بقايا احساس
وهامت هي في ذكرى الزوج الذي تنتظر ان يتصل في أي لحظة ليقول لها: كيف حالك حبيبتي؟ فتعود الحياة اليها وتبدأ الكرة الارضية بالدوران مجدداً
هو يجيد نقل مشاعره إليها بصدق فعندما يبتعد عنها مرغما وحزين تحمل حزن الدنيا باكمله
هي ليست قلقة انه يتصل دائماً القلق من صفات الناس العاديين اما عقلها فهو كعقله يعمل بكفاءة طيلة 24 ساعة
تقلب يدها لتشاهد الساعة ولتتاكد من ان هاتفها ما زال يعمل ، لاتعلم لماذا اليوم يكون فجراًوغروباً فقط وهو معها ؟ ولماذا الوقت لا يتحرك عندما يكون غير موجود ؟وتعود لتكمل انتظارها.. وتتذكر مواقفه وكلامه معها.. يرن الهاتف وتبتسم .. انهت المكاملة ووقفت وسحبت اكمامها بقوة ثم الجاكت من الاسفل فانطبق على جسدها الفينوسي  رفعت المفاتيح و وضعت سعر القهوة دون زيادة كي يتعلم النادل اقفال فمه في المرة القادمة  وقالت لنفسها : نحن نضطر دوما لتقاسم الشمس ولا يبخس ذلك من نورها شيئاً ..لنعد الى العمل ..النهاية

هناك 7 تعليقات:

  1. ههههههه
    عجبنى أوى موضوع الخطط اللى رسموها عشان يتجوزوا كأنها مهمة عمل
    و بعدين هى اللى قبلت بجزء من زوج مش زوج كامل يبقى تستاهل تستناه و تقعد لوحدها كثير
    جميلة

    ردحذف
    الردود
    1. الحب يا دكتورة انت بتكتبي عنه وعارفاه كويس
      وبعدين هيا اسعد زوجة في الدنيا وكمان جزء من راجل يحبك افضل من رجل كامل لكن قلبو مش معاكِ
      ميرسي لمرورك

      حذف
  2. شكرا لعبير وعبق كلماتك

    ماهر ناجي

    ردحذف
  3. عندما يأتي الحب الحقيقي لا نستطيع تجاهله رغم مرارة موقف الإنتظار ومرارة الإحساس عند أي زوجة ثانية إلا أن لحظة لقاء حبيبها الذي هو زوجها وحلالها تكون بمثابة المخدر لكل الأحاسيس المرة التي تشعر بها في بعده...أرجو أن يتفهم المجتمع شعور الزوجة الثانية..القصة جميلة وتصف المشاعر بدقة عالية

    ردحذف
    الردود
    1. رد في منتهى الجمال
      اعتقد اني وصفت مشاعر الزوجة الثانية
      شكرا لك

      حذف
    2. لأني زوجة ثانية القصة تلمس إحساسي بعمق شديد .. وبالفعل لقد صورتي مشاعر الزوجة الثانية بدقة وجمال .. ودعوتي لباقي المجتمع أن يشعروا بها ويتفهموا موقفها..

      حذف
    3. مجتمعنا مجتمع ضيق فيه الكثير من التناقضات وبقايا جاهلية وجمود مشاعر وانانية مفرطة احدها حب التملك للناس و حب المال والسلطة وطول الامل ..اعتقد انها الى زوال مع تغيرات العالم ككل ..شكرا لك اتمنى لك السعادة والتوفيق في حياتك
      نور

      حذف