شريط المواضيع

19‏/7‏/2011

اخر ثمانية ايام


اعذروني لطريقة طرحي القصة لاني مشوشة جداً ومضطرة لان اكتب كي لا انفجر . والجمل غير مترابطة لكن الفكرة ستصلكم بتجميعكم لهذه المقاطع .
لا اعرف من أين ابدأ فبداية قصتي أشبه بنهايتها مع إنها متوقعة أنا فقط من كنت غبية كفاية لأصدق أنها ستستمر.
من فترة قريبة انفصلت عن زوجي (محمد)الذي أحب . الذي أبتدأت قصتي  معه عندما جلس معي على كرسي فارغ في مكان استراحة من العمل اعتدت ان اتركه فارغ بعد ان انفصلت عن خطيبي السابق صاحب الكرسي .
 تستطيعون القول انه حب من طرف واحد .
ليس أول مرة يطلب فيها الفراق فعندما تعرفنا وارتبطنا طلب أن نبقى صديقين وانه غير قادر على الزواج بواحدة لم تخترها والدته التي تريد أن تزوجه واحدة  رائعة الجمال ومن عائلة راقية وذات مستوى تعليمي عالي _عقدة نقص_ وطلب أن اقبل بأن أتزوجه في السر !!اعتبرت الموضوع مجرد نكتة وضحكت عليها طويلاً  وإلا لكنت قتلته بيدي العاريتين . وبعد ايام واسابيع كررها أكثر من مرة إلى أن غضبت و تشاجرنا و وعدني انه لن يناقش معي هذا الموضوع ثانية .
وعندما وجد فتاة اخرى افترقنا رغم انه كان يطلبني كصديقة لكني اعتذرت فلا اعرف أن امثل دور الحمقاء على الاقل ليس باختياري لا اعرف ان اجلس على الرف كاي شئ مخزون للطوارئ و سيأخذ كل ما يريده مني ويقضي معي وقتاً ممتعاً ويتحكم في حريتي  لكن ليس لي حقوق سوى ما يضعه من قوانين ، هذه لعبته دوماً : يضع القوانين التي نسير عليها وأي خروج عن القانون معناه عقوبة الخصام ولم اقدر على خصامه حينها لأنه عزلني عن كل معارفي . طبعا في ذلك الوقت كان الموضوع أهون كان صدمة لكن اخف مما أعاني الآن .
ونسيته فترة بعد ان ألغيت كل شئ يذكرني به ، كل شئ ، نسيت حتى كلماته التي كنت أحفظها عن ظهر قلب .
بعد شهور عاد ليتكلم معي وقال انه كان خائفاً من أن يصالحني لأني سأرفض بعد أن قطعت كل وسائل الاتصال بيننا .وانه مرتبط حالياً بفتاة ويقابلها ويهاتفها ، انه يكلمني فقط ليطمئن على حالي ، انا بخير – اجبت -  شكراً .ثم طلب مني ان اكتب عنه قصة لأنه كان يحب ما اكتب وفعلت. وكتبت قصة تتغزل بعينيه وشعره وابتسامته وكل سطرفيها ينطق باعجابي به ، وأهدى القصة لحبيبته ..تخيلوا إحساسي !!
بعد أيام تشاجر مع الحبيبة  التي كان يعرفها سراً أيضا وتنازل عنها بكل سهولة لأنه خاف من فضيحة في العمل بسبب أخيها الضابط عندما اكتشف مكالمته معها! ثم قال لي انه كان يظن _وضعوا خطين تحت يظن_كان يظن انه يحبها! وان رصيدها انتهى ! الحقيقة انها هي من تركته ولم تسامحه..احترمت هذه الفتاة جداً لأنها رغم مغرياته فضلت كرامتها وكم ظهر جباناً  رغم فرحتي انه أصبح لي وحدي .كنت عمياء وأكثر بل خرقاء .
ثم بعدها حاول من جديد ليربطني به بكلماته واهتمامه الزائد وسؤاله عني كل يوم وأحياناً أكثر من مرة في اليوم .كنت اشعر إني اسعد فتاة في الدنيا ،بل في الكون .
إن أوسم  وأذكى رجل في الدنيا يحبني أنا ؟ ..وتزوجنا ورغم الم ذلك اليوم من تصفيف شعر لبقية امور الزينة والارهاق الا ان النتيجة جيدة فاصبحت شئ لامع يمشي على الارض .كرهت التقاليد والناس والفرحين معي والمعزومين لانهم كانوا يبعدونا عن بعض دقائق ويشغلوننا عن النظر في عينين بعضنا  .عيناه التي كانت تسحبني اليه كاني مسحورة به. كنت اريده لوحدي وقربي انا فقط ..كنت اريد ان اقول له كل ما في قلبي من كلمات الحب التي اسكتني عنها الخجل والحياء وكان يقول لي كلمات في اذني تجعلني اضحك ليس فقط انا بل
قلبي كان يضحك ويخفق ويرقص انها السعادة التي احس بها لاول مرة في حياتي كما نهاية الافلام العربي .. ألآن هو زوجي وسأقول ما يحلو لي ..كل شئ فيّ يعجبه اشعر انه يتوهج ويصبح له قيمة . وكنا نتعرف على بعضنا كل يوم . لم اصدق اني لم انتبه كيف كان يمشي ! وكان يحدق بوجهي عندما اصحو من النوم ويقول لي اني اجمل عندما استيقظ وكان يريد ان يصورني ويحتفظ بالصورة ولكني رفضت. كان هذا في اول شهر من السنة التي قضيناها معاً .
ومنذ اول يوم عرفته ولغاية الان لم اسمع منه كلمة (احبك) ! .كانت كلماته لي: حياتي وعمري وقلبي .انهرت أمامه مرة بالبكاء وقلت له لماذا لا تقول لي احبك ؟ لمن تحتفظ بها ؟ ماذا تزيد علي من ستحبها بشغف ؟
كنت اكبر منه بسنوات ..كان يذكرني بفرق العمر بيننا وفرق الثقافة وفرق المستوى ويسخر من لكنتي وكلماتي التي لا تناسب المدينة التي نعيشها لم اكن اقل منه بل بالعكس انما انا من مكان مختلف لا اكثر. يقول لي ان كلامي (عربي مكسر) واني ساذجة زيادة ، أولم يعرف يوم تزوجني من انا ؟ هل اخفيت عنه حقيقتي ؟
ولن اخفي عنكم لم اشعر يوماً انه فعلاً يحبني ، الحب ليس كلاماً كان يقوله لي مرغماً . هناك اشياء صغيرة في تصرفاته كانت تدل على ما في قلبه ، نسيانه المتكرر لكلمة تصبحين على خير وكأنه لا يريد رؤيتي غداً ،وعندما يقولها يشعرني انه عمل معروفاً كبيراً انا فقط من انكر معروفه ،يراوغ كثيراً ولا يعتذر ابداً ، عندما أقول له : إني مريضة . يردف بالقول : وكيف كان يومك؟ ، يغيب عني دون سابق إنذار ويعود متى يريد ، كلامه عن أهله غامض ، هناك مشكلة في البيت وكفى  ، ليس كأني احد أفراد أسرته ..عندما اطلب منه وردة يقول لي الم أهدك في اليوم  الفلاني وردة؟ وكأنها صاروخاً نووياً يصعب شراءه ! .عندما يقول لي انه سينام عند أهله لا أصدقه .عندما يتسحب من قربي ليلاً ويعود بعد صلاة الفجر ولا اعرف ماذا يفعل مع انه يبرر غيابه بالتلفاز لا أصدقه .
عندما يقول لي انه يكلم صديقة أو سيخرج للصلاة الجمعة لا أصدقه ، شئ في داخل الزوجة يخبرها أن زوجها يكذب . انه هادئ أكثر من اللازم ، يضحك على التفاهات أكثر من اللازم ، انه يضمر شيئأ ..إنها فتاة جديدة ،ومن تلك العمياء التي لا ترى جماله وذكاءه ووسامته  ووظيفته الراقيه ؟ .
انا اشعر به عندما يمرض ، عندما تؤلمه عيناه عيناي تؤلمانني ، عندما يشعر بصداع يصبني مثله ، عندما يكون غاضباً من شئ افقد الشهية ولا أنام .أنا اشعر به كأننا روح واحدة وهذا يجعلني اتالم زيادة بفراقه تنتزع مني روحه كالآم الولادة .ذكرني ذلك بموقف عندما فاجئني وانا اضع مخدة تحت قميصي لاتخيل نفسي وانا حامل فضحك كثيراً و انا شددت وقتها شعرة الطويل بقوة كاني اعاني الام المخاض واقول له كله بسببك وكان يضحك بشدة ، كان لحظة رائعة.
اخر  ثمانية  ايام تقريباً (فانا سيئة في حفظ التاريخ كان حفظة اختصاصه واختصاصي حفظ ارقام الهواتف) قال لي: انه لا يستطيع الكلام معي الان لانه مريض . و ذاب قلبي حزناً عليه وشفقة،
وتركته ينام وكذا فعلت في اليوم الثاني  والثالث .ثم بدأت اتكلم معه ولا يجيب ، عندما يذهب الى العمل  اسأل عن صحته برسالة قصيرة ولا يجيب . هل أسأت لك بشئ ؟ لا يجيب .
ثمانية ايام لا اعرف بماذا يفكر.. اشك ولكن لست متأكدة . احساسي يقول لي انه يخترع سبباً لطردي من حياته .انه حتى لا يسألني عن حالي ، بعض الناس يعاملون حيواناتهم الاليفة بشفقة اكبر .حتى طفح الكيل وصرت اشعر بتكاثر الشيب في شعري .
كانوا ثلاثة فقط يوم عرفته وقد تسبب بها خطيبي السابق واول حب في حياتي الذي ارتبط  بي اربع سنوات ليقول لي ا ن اهله يرفضون ارتباطه بي لأسباب غريبة فلم تعد اخلاق البنت وطيبتها وسمعتها تهمهم . وقتها كان اول مرة اشعر بظهور الشيب .اني اشعر بذلك أتصدقون؟
اشعر أولا بنار في كتفي ثم في صدري ثم تصعد إلى راسي فينتصب شعري ويخدر فلا أحس  أن لي رأس . الى الجحيم ايها الشعر الأسود كنت احتفظ بك لأجله . كنت اعتني بكل شئ في نفسي  لاجله . وبعد عناء طويل من الاستجوابات  نطق بعد ان استحلفته بالله ان يقول لي ما الامر؟
قال يجب ان نغير علاقتنا وهل من الممكن ان اكون صديقة له؟ وقال: فكري .
بماذا افكر؟ هل نحن طفلين كانا يلعبان عريس وعروسة وانتهت اللعبة فياخذ كل منا حاجاته وينصرف لاهله؟
ولو رضيت سيكون سعيداً ، المهم ان يكون هو سعيداً هذا ما في الموضوع نكون حبيبين وقتما يشاء وصديقين وقتما يشاء كان الحب ورقة لاصقة نطبعها على الفؤاد وننزعها عندما نريد او بالأحرى عندما يريد ! .
إنها واحدة اخرى احساسي يقول لي ذلك..انها المرشحة لكلمة حبيبتي
انها واحدة اصغر عمراً وتتكلم بلكنته وفي عائلتها ضباط واطباء وسترضي والدته
كما لو كانت نار فراقه لا تكفي لتتأجج في نار الغيرة .
ولاننا لم ولن نكون متوافقين ابداً انه يريد حريته من جديد ، (حريته فقط لا حريتي )ولم تعد بيننا أي ثقة او صراحة .طبعا رضيت بالفراق .الجواب : نعم  لو سألتموني :استطيع استعادته أو استطيع ان ابقيه معي مدة اطول لكن ربما في تلك المدة اكون خسرت كل شئ ولا طاقة لي على احتمال فراقه . الآن أفضل .. ربما تتساءلون ايضاً هل ممكن ان يندم ويعود ؟ لا اعرف وحتى لو عاد سيتركني مجدداً فما الفرق في ايام خديعة اخرى ؟ وربما تساؤلكم الاخير : فلماذا ارتبط بي من البداية ؟ وكيف اقنع والدته بازواج مني مع اني لا املك المواصفات ؟
انا متأكدة انه اقنعها بأني شئ مؤقت بعد ان فشل في اقناعي بالزواج سراً. واشعر انه تورط معي و اكمل مسرحية الزواج عطفاً منه على حالي . يا الهي كم اضطر للتحمل ؟؟
تركت البيت دون علمه سيأتي وربما ينتظر قليلاً ليكتشف إني لن أعود مرة ثانية لن أعود للأبد و قطعت كل طريقة للاتصال وسافرت لمكان لا يعرفه ولم اقل لأحد أين أنا
وجدت عملاً وبيتاً آخر لا يفتح بابه غيري مع ان عيناي دوماً تتجه نحو الباب عله يدخل هو على يوماً بعطره (اديداس) الخلاب . انا متعبة وحزينة ومنهارة ولم اعتد بعد على عدم لبس خاتم زواجي ، أعد لم أصلي الفجر لانه كان يوقضني معه والان لا تغمض عيني الا بسماع الاذان والشكر للشيطان.. اصبحنا في هذا الزمن نحتاج الى الشيطان من كثر غدر البشر !.
اعرف انه لا  يستحق كل هذا لكني افتقده ..
كم احتاج اليه الان ليهدئ من حزني القاتل كان يجيد تهدئتي كما يجيد اهمالي ،كان يحضنني ويقبلني من جبيني ويجلسني الى جانبه ويمطرني  بعبارات الحب والحنان .
من الجيد انه لا يراني الان فشكلي مزري  لاني احاول النسيان وكل ما حولي يذكرني به
وبخاصة الافلام الرومانسية _التي كنت اقصها عليه_ ،  فابكي رغماً عني .
اتعبتني يا قلبي الطيب لماذا منحته فرصة ثانية؟ غبي من يمنح فرصة ثانية فيجرح مرة ثانية
ولكن لنفكر بايجابية لكل ما حدث ، فلدي صور زفاف جميلة مع رجل وسيم بثوب رائع ، واني لن اضطر لوداعه عندما يفارق الحياة او التفكير في ما لو مُت قبله مع من سيبقى ؟، ولن اضطر للخوف من خصامة ولن اقلق بعد الان لتأخره في الخارج او مع من يتكلم اوالطريقة التي سيتركني بها عاجلاً ام اجلاً ، ولن اضطر لجمع ملابسه المبعثرة هنا وهناك ، ولن اجلس طيلة اليوم افكر في الاسئلة والمحاكمات التي يحاكمني بيها وأعد له الدفاع (ولا احسن محامي) ،واظن اني واجهت اصعب موقف في حياتي ولم اموت اذا اصبحت اقوى كما يقولون ،  ولم اقتل اذن ليس لدي جينات وراثية اجرامية سواء من الاب او الام مع اني كنت اظن العكس ، وتعرضت لاصعب كلمة تسمعها زوجة وما زلت احتفظ بعقلي يعمل _ تقنياً_ ، وانه كان يتصيد لي الاخطاء وانتهت المعركة بإستسلامه .
اني متعبة الان و مضطرة ان اتعود النوم على وسادة لم يغفو عليها خده البدري  .. مشكلة ..
تصبح على خير يا قمري .. لا اله الا الله
لا تقلقوا ساكون بخير





هناك 6 تعليقات:

  1. طبعا إنت عارفة رأيى يا نونو بس ما يمنعش أكتبه تانى
    القصة جميلة و مشوقة و أسلوبها راقى كما إنها واقعية جدا
    فيه زيجات سرية كثير بتحصل و تتزايد فى مجتمعاتنا و الضحية الأولى دائما هى المرأة

    تحياتى

    ردحذف
  2. القصة حزينة جدا مش عارفة مين الي بتكتب انا بخربش بتطلع قصة
    بس عجبتني الايجابيات وكنت عاوزة اطور فيها بس القصة اصلا طويلة
    شكرا منورة

    ردحذف
  3. nice stroy u have a good style

    ردحذف
  4. من وجهه نظرى ان كلمه رائعه لاتليق بالوصف ... فعلا القصه جعلتنى اعجز عن وصف روعتها وجمالها .. حتى اننى ايقنت انها حقيقه وحدثت على ارض الواقع ... فعلا روعه روعه روعه مش عارف اقول ايه تانى بجد

    ردحذف
  5. قصة رائعة وبتجذب لايمكن تركها قبل ان تنهيها اسلوب رائع حقا تحياتي لك

    ردحذف