عندما كنت في ال13 من عمري
في مكان مهمل جدا ..لا يكاد احد ينتبه اليه واذا انتبه لم يهتم له
بالصدفة تواجدت هناك ولمحت شيئا لم يلمحه الاخرون ولو لمحوه لما اهتمو كثيرا
لوحة جميلة جدا كانت للباقين تبدوا عادية كهذا المكان المنزوي المظلم
سحبتها من مكانها ووضعتها في غرفتي الصغيرة اتاملها كل يوم قبل النوم وبعد ان استيقض كانت تستطيع ان ترسم على وجهي ابتسامة كلها امل
في يوم كنت في غفلة من امري عندما دخلت اختي (التي احبها جدا) لتنظف غرفتي فاذا بها تسقط قطرات من الماء المتسخ على هذه اللوحة الجميلة
لم انتبه في بادئ الامر لاني رسمت هذه اللوحة في مخيلتي اروع ما يكون لم تهمني الوانها
الى ان نبهني احد الاصدقاء - المقربين جدا مني- ان اللوحة متسخه
حاولت ان امسحها بقطعة قماش مبتله فاكتشفت شئ صدمني
ان الالوان لم تكن زيتيه كما توقعت
لم تكن يوما زيتيه
احسست يومها ان قلبي تفطر
لم انم اياما متتالية للفجر كان شيئا حل براسي
ماذا افعل كي اعيد اللوحة الى ما كانت عليه؟؟
مازلت لا اجيد الرسم
ومهما كنت اجيده لن تكون مثل الاصل
ولا يعود شعوري تجاهها مثل السابق
لوحة بسيطة هي بالوان مائية فقط
مثلها مثل الاف وملايين اللوحات بلا قيمة لانها مؤقتة
فكرت ان اركنها او ارجعها الى مكانها الاول
فكرت كثيرا ان اتجاهلها كليا
فصاحبها تخلى عنها اليس كذلك؟
الغريب اني ما زلت ادور حولها وانظفها بقطعة قماش - ناشفة - كل يوم كما اعتدت
كان لدي امل ان تعود كما في الاصل
او تتحول في يوم لوحدها الى لوحة زيتيه
ربما اختي مسحتها بزيت او مادة تزيل اللالوان الزيتيه
لا استطيع ان اجرب
لا استطيع ان اقترب من الالوان
قلبي تعلق بتلك اللوحة من لحظة رؤيتها
اللوحة التي تشبه الاف اللوحات
اللوحة التي اتلفتها اختي
ومسحت الوانها وانا انظفها
اللوحة التي ما زلت امام عيني واحلم كل يوم ان اصحوا لاجد ان ما مر مجرد حلم وان اللوحة المائية مكتملة
وفي يوم عندما صحوت اختفت
جننت
بحثت في كل مكان عنها
سالت كل من اعرف
لا اعرف من اخفاها
ربما اختي او صديقي او واحد من اهلي لانهم لاحظوا تعلقي بها
وكيف ما حدث جلب لي الالم
اختفت هكذا ببساطة
اخفوها عني لكنهم لن يستطيعوا ان يخفوها من قلبي وعقلي وذاكرتي
ان اعجبتك اتشرف بانتماءك لمدونتي
ان اعجبتك اتشرف بانتماءك لمدونتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق