الباحث عن السعادة
كان أو.. مازال في هذا الزمان، ملكٌ عظيمٌ إسمهُُ:حمدان، لهُ قصر عامرٌٌ بعمدان،و زوجةٌ وبنتٌ و ولدان،و أموالٌ وبساتين و عربةٌ بيضاء يجرها حصان.. يأمر فيطاع، بلا تاجٍ أو صولجان..ولكنه كان دائمُ الفكرِ و الاحزان،إنهُ لم يكن كما الان.كان أنشط الشبان،لم يغلبهُ أحدٌ في سباقٍ أو ميدان،كان أذكى الغلمان، تتمناهُ الجواري الحسان ،كان أسعد إنسان ،إين ذاك الآن؟؟..هذا ما يبحثُ عنهُ،هذا ما كان يجلسهُ حيران..إنهُ دائمُ البحثِ عن شئٍ منهُ مفقود، إنهُ يملك كل شئ:أموالاً أولاداً و نقود.. يصل دائماً ببحثهِ إلى دربٍ ..مسدود..و يبحثُ عن ما يجعل بدنهُ مهدود، فيعمدُ في بعض الاحيان إلى الهرب بعيداً في بستان،متنكراً بثوبٍ هريان،يحمل معول وفأس ،ويلف خرقةً على الرأس،فيشعر كأنهُ غلبَ اليأس،أو أنهُ شابٌ قوي البأس..و في آخر النهار إلى المللِ و الحيرةِ يعود ُ ..حتى صارت يديهِ متحجرة وارمه ،وفي وجهه تجاعيد عارمه،كأنها أُخدود..في يومٍ وهو على هذا الحال،وجد للهربِ مجال، فأخذ فأسهُ وشدَّ رأسه، وراح ينشدُ العزله فلم يعطهِ الهمُ مهله، فأخذَ يضربُ بشدةٍ الأرض،و يحفرُ بالطولِ و بالعرض،حتى أنهُ يفرض فرضا،أن حياتهُ صارت أرضا،لم يرحم صخرةً أو جذر ،و خلف الارضَ شذرَ مذر،فلاحت لهُ قنينةٌ عجيبه،
تخرج منها أصواتٌ غريبه،اقترب منها وكلهُ شكٌ و ريبه، وقد سَمِعَ عن جنيةٍ تحقق الاُمنيات،فلعلها تكونُ:طبيبهُ.أخذ القنينةَببطءٍ وحذر، وفي نفسهِ غبطةٌ وخوفٍ من خطر.وما يدريهِ ،لعلهُ يرجعُ شاباً أو يسافرُ-معها- إلى القمر..و بالفعلِ وما هو بالهزلِ إذا بالجنيةِالحسناء لم يرى حسنها في الارجاء ،تُخرِجُ دخاناً يملأ الفضاء.
فلما رأت أمامها رجل،لفت حولها خماراً بخجل،فارتعب هو عظيمُ الرعبِ للأمر الجلل ، .فقالت مرعوبه:شبيك لبيك خادمتك الجنيِه "شهر"بين يديك،أُمرني ياسيدي.فأخذ الرجلُ يُتأتئ ويتمتم ،وصار يهيئ أُمنياتٍ ويحلم،و قبل أن يقولَ حرفاً أردفت أن لديها عُرفاً بأنها تعطي أُمنيتين-بإذن الله-تقدر أن تبني بيتاً بدقيقتين،و بلمح البصرُِتحججكَ الحرمين،فقط أن إنتبه ياحمدان:إن قلبي ليس لي عليهِ من سلطان فلا تطلبُ محبه، و لا تأمل قربه.قد سبقكِ إليه رجل فلا يقعدك طول الأمل؛قلبي يؤذي من يهواه لإن قبلك من آذاه.فأجاب :يا ويلتاه وامصيبتاه أما أُريد ،هو منك بعيد ؟.فقالت:اسمع ياحمدان إني أقرأ جوفَ إبن آدم وأعلمُ الماضي والقادم،من الناس أنتَ الأسعدُ حظاً،وأعطاكَ الله مالاً وحفظكَ من شر الحسدِ والمرضِ والهيامِ جنوناً في الأرض حفظاً،فاحمد الله بكرةً وعشياً يتساقط عليك الخير أكثر رطباً جنياً،و لا تتمنى ما للغير،فيبدل الله خيرك غير..ما تبحث عنهُ من سعادةٍ قادم،استعد للفرح والولائم ،فإن عرس ابنيكَ وشيك و ابنتكَ ستجد خير شريك ،فيُملأ البيتُ بالأحفاد ،فهم أعز من الأُولاد،وفي فراشكَ بعد التعب ستجد غايتكَ وما ترغبُ اغمض عيناك بأمان وسلم أمرك للرحمن،بالقناعةِ ستجدُ السعادة،فلا تهربُ من بيتكَ ،ما تبحثُ عنهُ داخل نفسكَ.و..بدقائقٍ ولحظات إختفت بين فتاتِ الغبار، ولم تترك لهُ من خيار ،أخذ يفكر بما قالت ليلَ نهار،حتى مرض وأصابهُ إنهيار ،ما أرادهُ رؤيتها،فشغفهُ حباً سحرُ حديثها.فظهرت لهُ مرةً ثانيةً وثالثة لمدةِ شهر،ماذا ترغب أن تعطيك "شهر"؟ تسألهُ بأُمنيةً هل فَكّر؟فيجيبها ويكرر:عندي المال والبنين والعبيد،و لا مكان على بعيد،لكنكِ من أهوى وما أُريد .كل عمري عنكِ باحث بسعيٍ لاهث و دونك أهلي ومالي من الخبائث و عندما أصر على هذا غضبت هي أشد الغضب حتى خرج من عينها اللهب:كم أنت عنيد، وتحتاج إلى درسٍ شديد النار تذيب كل صُلبٍ وحديد لك ماتريد
فلما رأت أمامها رجل،لفت حولها خماراً بخجل،فارتعب هو عظيمُ الرعبِ للأمر الجلل ، .فقالت مرعوبه:شبيك لبيك خادمتك الجنيِه "شهر"بين يديك،أُمرني ياسيدي.فأخذ الرجلُ يُتأتئ ويتمتم ،وصار يهيئ أُمنياتٍ ويحلم،و قبل أن يقولَ حرفاً أردفت أن لديها عُرفاً بأنها تعطي أُمنيتين-بإذن الله-تقدر أن تبني بيتاً بدقيقتين،و بلمح البصرُِتحججكَ الحرمين،فقط أن إنتبه ياحمدان:إن قلبي ليس لي عليهِ من سلطان فلا تطلبُ محبه، و لا تأمل قربه.قد سبقكِ إليه رجل فلا يقعدك طول الأمل؛قلبي يؤذي من يهواه لإن قبلك من آذاه.فأجاب :يا ويلتاه وامصيبتاه أما أُريد ،هو منك بعيد ؟.فقالت:اسمع ياحمدان إني أقرأ جوفَ إبن آدم وأعلمُ الماضي والقادم،من الناس أنتَ الأسعدُ حظاً،وأعطاكَ الله مالاً وحفظكَ من شر الحسدِ والمرضِ والهيامِ جنوناً في الأرض حفظاً،فاحمد الله بكرةً وعشياً يتساقط عليك الخير أكثر رطباً جنياً،و لا تتمنى ما للغير،فيبدل الله خيرك غير..ما تبحث عنهُ من سعادةٍ قادم،استعد للفرح والولائم ،فإن عرس ابنيكَ وشيك و ابنتكَ ستجد خير شريك ،فيُملأ البيتُ بالأحفاد ،فهم أعز من الأُولاد،وفي فراشكَ بعد التعب ستجد غايتكَ وما ترغبُ اغمض عيناك بأمان وسلم أمرك للرحمن،بالقناعةِ ستجدُ السعادة،فلا تهربُ من بيتكَ ،ما تبحثُ عنهُ داخل نفسكَ.و..بدقائقٍ ولحظات إختفت بين فتاتِ الغبار، ولم تترك لهُ من خيار ،أخذ يفكر بما قالت ليلَ نهار،حتى مرض وأصابهُ إنهيار ،ما أرادهُ رؤيتها،فشغفهُ حباً سحرُ حديثها.فظهرت لهُ مرةً ثانيةً وثالثة لمدةِ شهر،ماذا ترغب أن تعطيك "شهر"؟ تسألهُ بأُمنيةً هل فَكّر؟فيجيبها ويكرر:عندي المال والبنين والعبيد،و لا مكان على بعيد،لكنكِ من أهوى وما أُريد .كل عمري عنكِ باحث بسعيٍ لاهث و دونك أهلي ومالي من الخبائث و عندما أصر على هذا غضبت هي أشد الغضب حتى خرج من عينها اللهب:كم أنت عنيد، وتحتاج إلى درسٍ شديد النار تذيب كل صُلبٍ وحديد لك ماتريد
... فإذا ببيتهِ حريق،وهو من الحمى لا يقدر مناداة الرقيق،فاحترق أبناءهُ وأمهم وكل ما في القصر،واكلت النار بيته من الفجرِ للعصر ،وسقط على الارض لا يستطيعُ الحراك فشعر أن لا محالةَ إلى القبر فإذا بالجنيةِ شهر ،تسندهُ وتجلسهُ كي يهدأ و يستقر،. وهي ترقص وسط النار دون أن تؤذيها وتظهر مفاتنها وتغني لهُ أعذب أغانيها:
شبيك لبيك جاريتك "شهر" بين يديك .سأُدللك وأغسل بماء الورد رجليك،لكني أبداً لن أحبك، ولن تسعدني لمسةُ يديك وإذا مرضت لن أُطببك،وفي هرمك سأتركك وحدك، لقد كنتُ لثلاثين سنة في جرة وفي أقرب فرصة سأكون حرة ،فحبُ الحياةِ ليس عيباً فما يبقيني لو اشتعل رأسك شيبا؟؟
..فكأن بركاناً ثار برأسه وقام ليفلقها بفأسه , وقال:قد قارب عمري الخمسين كيف أُعوض ما تحرقين؟..فقالت صارخةً:أتريد ضربي ؟-وتزداد ناراً تستعر-أنا "شهر" بوجهي الذي يشبهُ البدر،وقولي منطقُ شعر،لن تشعر معي بمرارة الفقر،ألم تريد السفر معي إلى القمر؟؟
..فصاح يا الله العفو و العذر ..فقالت:أما تسمعُ ياحمدان أن الله أحسن تقديراً من الأنسان ؟،فإن لم يشكر فكأن شيئاً ما كان.فقال:أنا نادمٌ وخطئان،فما فائدةُ العتبِ الآن؟.أين قصري؟أين ولدي ؟من يعتني بي وأنا مرضان؟..قالت:اللهُ تعالى إسمهُ العدل وقسم الارزاق والعقل، فكلٌ أعجبهُ عقلهُ ولم يعجب أحداً رزقه ..كلُ متساوٍ بالرزق لكن في نوعهُ فرق ..هل تتمنى عودتهم؟هل إشتقتَ ِللَمتَهم؟هل يكفيكَ سحر حديثي لينسك فجعتهم؟ فغضبَ ورماها بآنيةٍ كانت قربه وقال لها :أُغربي إلى غير رجعه فلم تسببي لقلبي غير وجعه.ايكون الجمالُ نقمه؟ والقبح نعمه.؟؟فقالت لهُ: هذا ما كنتُ منهُ تهرب ُ و الأن تسأل و تطلب؟،حسناً ،أمرك مطاع،ولا أملك غير الإنصياع..اختفت الجنيةُ خلفَ الدخان،ولم تظهر إلى منذُ ذاك الآن.
أما حمدان فلم يصدق أن خرابَ بيتهِ كابوس ، وفهم إن الطمع بالسعادةِ المطلقه مرضُ النفوس..وعاش سعيداً بما لديهِ ولم تفارقُ إبتسامه وجنتيه ويحمدُ اللهَ كل يوم حتى يجف ريقهُ ويتعب صدغيه..
أما حمدان فلم يصدق أن خرابَ بيتهِ كابوس ، وفهم إن الطمع بالسعادةِ المطلقه مرضُ النفوس..وعاش سعيداً بما لديهِ ولم تفارقُ إبتسامه وجنتيه ويحمدُ اللهَ كل يوم حتى يجف ريقهُ ويتعب صدغيه..
..النهاية...
قصه جميله جداً نتعلم منها ان السعاده في داخلنا لو بحثنا عنها
ردحذفوتحثنا على شكر النعم وتقديرها ماعلمنا منها ومالم نعلم
وأن الجشع صفه سيئه ومكروهه
طاب لي المقام في مقهاك ياعازبه واصلي ابداعك وتألقك
تقبلي مروري (:
بصراحه قصة مصاغة بأسلوب جيدجدا الى ممتاز
ردحذفرائعه ما حبيت تخلص وتنتهي